تحذير أوكراني من "كارثة نووية".. انقطاع الكهرباء بمحطة زاباروجيا وباخموت على وشك السقوط

Ukrainians try to survive under Russian attacks in war-torn Nikopol
محطة زاباروجيا النووية تواجه انقطاعا في التيار الكهربائي (الأناضول)

حذر حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) من أن مدينة باخموت الإستراتيجية (شرقي أوكرانيا) قد تسقط خلال أيام في يد القوات الروسية، في حين أفادت شركة توليد الطاقة النووية الأوكرانية بإلغاء تنشيط محطة زاباروجيا النووية بسبب قصف صاروخي روسي أدى إلى انقطاع الكهرباء، حسب قولها.

وانقطع التيار الكهربائي عن محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا في أعقاب ضربة روسية، حسب ما أعلنه مشغل الطاقة النووية في أوكرانيا اليوم الخميس، مضيفا أنها تعمل حاليا على مولدات ديزل.

وقالت مؤسسة "إنيرغواتوم" في بيان "انقطعت حلقة الربط الأخيرة بين محطة زاباروجيا للطاقة النووية المحتلة ونظام الطاقة الأوكراني".

وأوضحت أن العمل توقف في المفاعلين الخامس والسادس، ويتم توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحطة من خلال 18 مولدا تعمل بالديزل، وبها وقود يكفي 10 أيام، محذرة من عواقب إشعاعية.

من جهتها، رأت سلطات زاباروجيا الموالية لروسيا أن تصريحات كييف بشأن انقطاع إمدادات الكهرباء عن المحطة "مجرد استفزاز".

وقال عمدة كييف إن 40% من سكان العاصمة حاليا من دون تدفئة بسبب الهجوم الصاروخي.

هجوم مكثف

ميدانيا، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن 81 هجوما بالصواريخ والمسيّرات استهدفت أوكرانيا اليوم، وأنها أسقطت 34 صاروخ "كروز" و4 مسيرات من طراز "شاهد".

وفي مدينة خاركيف، قال عمدة المدينة إن الغارات استهدفت منشآت للطاقة، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء المدينة.

وقالت الإدارة العسكرية في خاركيف إن 15 غارة روسية استهدفت المدينة ومحيطها.

وقال متحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا استخدمت اليوم 6 صواريخ من نوع "كينجال"، للمرة الأولى منذ بدء الحرب.

من جهتها، قالت الإدارة العسكرية في مدينة أوديسا إن قصفا صاروخيا روسيا استهدف البنية التحتية للطاقة في المدينة.

وأفادت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية بإسقاط 6 صواريخ ومسيّرة واحدة في أجواء أوديسا، و9 صواريخ فوق مدينة ميكولايف (جنوبي البلاد).

وفي كييف، أفادت الإدارة العسكرية بأن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف جوية روسية.

وقال عمدة العاصمة الأوكرانية إن 40% من سكان المدينة أصبحوا من دون تدفئة، بسبب الهجوم الصاروخي الروسي.

وقالت الإدارة الإقليمية في كييف إن الهجوم الروسي استهدف منشأة للبنية التحتية، وأسفر عن إصابة شخصين.

من جهته، أفاد حاكم مقاطعة بريانسك الروسية بأن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيّرة قرب بلدة حدودية مع أوكرانيا.

وفي ما يتعلق بالضحايا، أفاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية بمقتل 3 مدنيين بقصف روسي استهدف محطة حافلات في مدينة خيرسون.

وفي غربي البلاد، قال حاكم مقاطعة لفيف إن 5 أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء سقوط صاروخ روسي على منطقة سكنية.

وأظهرت صور حجم الدمار الذي ألحقته الغارات الروسية بالمنطقة، خاصة منشآت الطاقة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده عاشت ليلة صعبة إثر هجوم صاروخي واسع النطاق على جميع أنحائها.

وأضاف زيلينسكي أن الروس أطلقوا 81 صاروخا "في محاولة لترهيب الأوكرانيين"، على حد تعبيره. موضحا أن الهجمات استهدفت مرافق البنية التحتية والمساكن، وأسفرت عن سقوط ضحايا.

في الأثناء، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أمس الأربعاء -في تصريحات على هامش اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي بالعاصمة السويدية ستوكهولم- إنه لا يمكن مع ذلك التقليل من أهمية ما تحققه القوات الروسية على الأرض.

وكان الرئيس الأوكراني حذر من سقوط باخموت، وقال إن الروس يمكن أن يذهبوا في حال سقوطها إلى ما هو أبعد من باخموت، وأن يصلوا إلى مدن كبيرة في دونيتسك مثل كراماتورسك وسلوفيانسك.

وأضاف زيلينسكي -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN)- أن روسيا بحاجة إلى انتصار ما، وإنْ كان بتدمير باخموت بالكامل وقتلِ كل المدنيين فيها.

وبعدما تردد أن كييف ربما تسحب قواتها من باخموت، أعلنت القيادة الأوكرانية أنها قررت مواصلة الدفاع عن المدينة.

ورغم أن باخموت -التي كان يسكنها قبل الحرب 70 ألفا لم يتبق منهم حاليا إلا 4 آلاف- لا تكتسب أهمية إستراتيجية كبيرة، حسب الخبراء العسكريين؛ فإنها باتت ذات أهمية رمزية وتكتيكية بعدما عجزت القوات الروسية عن السيطرة عليها رغم مرور أكثر من 7 أشهر من المعارك الطاحنة.

في قبضة فاغنر

في الأثناء، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أمس الأربعاء أن قواته سيطرت على الجزء الشرقي من باخموت بعد أن عملت أسابيع على تطويقها.

وقال بريغوجين إن كل المناطق الواقعة على الضفة الشرقية لنهر باخموتسكا -الذي يشق المدينة- باتت تحت سيطرتهم، وأضاف أنه بسقوط باخموت ستنفتح أمام القوات الروسية آفاق عملياتية واسعة، وأن العالم لم يواجه بعد الجيش الروسي المجهز بأحدث الأسلحة والتقنيات، على حد وصفه.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية أمس الأربعاء إن القوات الروسية تواصل اقتحام باخموت رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها، مشيرة إلى صد أكثر من 100 هجمة على مختلف المحاور، لا سيما في باخموت وليمان وأفدييفكا بدونيتسك.

ونشر المعهد الأميركي لدراسة الحرب أمس الأول الثلاثاء خرائط تظهر أن روسيا تسيطر على نحو 40% من مدينة باخموت. وقال المعهد إن القوات الأوكرانية نفذت أمس الأول انسحابا منظما من الضفة الشرقية للنهر، مضيفا أن قرار الدفاع عن باخموت يجبر الجيش الروسي على التورط في حرب مكلفة ودموية.

المصدر : الجزيرة + وكالات