والدها مدرج بقائمة العقوبات.. الأمم المتحدة توظف ابنة رئيس مخابرات بشار الأسد في أحد مكاتبها

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية، توظيف الأمم المتحدة ابنة اللواء حسام لوقا، رئيس إدارة المخابرات العامة في النظام السوري، بأحد مكاتبها العاملة في منطقة سيطرة نظام بشار الأسد، الأمر الذي أثار موجة غضب بين السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت الصحيفة قد أجرت تحقيقا عن عمليات المنظمة الأممية في مناطق سيطرة النظام السوري، تضمن إشارة إلى تعاونها مع أجهزته الأمنية، وتقديمها تمويلا للنظام بشكل غير مباشر.

وعددت الصحيفة البريطانية أمثلة لذلك، ومنها فرض النظام على موظفي الأمم المتحدة الإقامة في فندق فور سيزون بدمشق؛ وهو لأحد رجال الأعمال المقربين من الأسد، والمشمولين بالعقوبات الغربية، ودفعهم مبالغ طائلة أجرة هذه الإقامة.

كما يجبر النظام السوري وكالات المعونة الدولية على صرف الدولار بسعر البنك المركزي السوري، والذي هو أقل بكثير من سعره في السوق الموازية، بحيث يدعم بهذا الفارق الكبير احتياطات الخزينة من النقد الأجنبي.

وضمن ما كشفته الصحيفة، توظيف الأمم المتحدة ابنة اللواء حسام لوقا، في مكتب "الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ"، وهي فتاة في العشرينيات من عمرها، إلا أن الصحيفة لم تذكر اسمها.

ويترأس لوقا إدارة المخابرات العامة، وكان قبلها رئيسا لشعبة الأمن السياسي، كما أنه من أوائل المدرجين على قائمة العقوبات، بسبب مشاركته في تعذيب المتظاهرين والسكان المدنيين، وورد اسمه كذلك في العقوبات الأميركية ضمن قانون "قيصر".

غضب وسخرية سوريين

وقد أثارت التفاصيل التي أوردها التحقيق -وفي مقدمتها تعيين المنظمة الأممية ابنة اللواء لوقا- غضب وسخرية سوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تابعته حلقة برنامج "شبكات" بتاريخ (2023/3/9).

ومن ذلك، ما غرد به عمر الحريري، الذي كتب "اليوم تخرج فضيحة توظيف ابنة حسام لوقا كمسؤولة عن تحديد الجهات التي تستحق تلقي الدعم.. وطبعا لن يعتذر أحد بل سيتم اعتبار توظيفها مستقلا تماما".

في حين تأسف نبيل نجار مما اعتبره تغول مبدأ الواسطة، عند التطوع لدى المنظمات والجمعيات الإغاثية، وغرد "مع الأسف كل المنظمات والجمعيات حتى بالشمال، إذا بدك تتطوع بسوريا بشكل مجاني تماما بدك واسطة، لأنهن بعتبروا رح تاخد خبرة وتقوي السي في".

بينما تفاعل سلام مع الخبر بمطالبة كل السوريين في الغرب، بتنظيم أنفسهم والخروج مظاهرات "في عواصم القرار وفضح ما تقوم به الأمم المتحدة".

في حين، اكتفى "ابن سوريا" بالسخرية من الخبر عبر تغريدته "مشان الأمم الغادرة تضمن أن جميع المساعدات سوف تذهب إلى جيب بشار وأعوانه وأقربائه".

أما الحساب الذي حمل اسم "نيوجاذر"، فرأى أنه لا علاقة للفتاة بوالدها، لكن المشكلة من وجهة نظره إذا ما استغلت وظيفتها للتأثير بشكل سياسي على العمل الإنساني.

ولم يكن هذا التحقيق الصحفي الأول من نوعه الذي يرصد ممارسات تعكس تعاون الأمم المتحدة مع نظام بشار، ففي عام 2016، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) أن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، عينت زوجة فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وقتها، مستشارة لمشروع يسعى لتقييم المشاكل التي يعاني منها النازحون السوريون وحالتهم العقلية والنفسية.

كما حصلت صحيفة "الغارديان" (The Guardian) البريطانية في العام نفسه على وثائق أظهرت أن الأمم المتحدة توظف العشرات من أصدقاء وأقارب مسؤولي نظام الأسد في برامج المساعدات الإنسانية التي تنفذها في سوريا.

في المقابل، علقت الأمم المتحدة، على تلك التقارير، عبر متحدث باسمها، بأن القرابة العائلية لا تؤخذ في الاعتبار أو يحقق فيها عند التعاقد مع موظفين، كما لا تسأل الأمم المتحدة أفراد طواقمها عن انتماءاتهم السياسية.

المصدر : الجزيرة